أمير قطر يفتتح منتدى الدوحة، ويدعو للتحرّك بشأن سوريا والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني
- يرى أنّه على المجتمع الدولي التحرّك لوقف "المأساة المروّعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة" في سوريا
- "منطقتنا لن تعرف الاستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية"
- "الشعوب العربية تريد الإصلاح الشامل والمشاركة في إدارة الشأن العام"
الدوحة 20/5/2013 - دعا أمير قطر، صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، المجتمع الدولي للتحرّك لوضع حدّ للـ "المأساة المروّعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة" التي دخلت عامها الثالث في سوريا. وأتت تصريحات الأمير في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في منتدى الدوحة الثالث عشر، حيث أضاف أن جميع المبادرات الدولية والعربية قد فشلت في دفع النظام السوري إلى ترك تمسّكه بالحل العسكري و"الإصغاء لصوت العقل".
وقال صاحب السموّ: "إننا نشعر بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث دون أفقٍ واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلّف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلاً عن التدمير المادي الواسع النطاق، نتيجة تمسّك النظام السوري بالحلّ العسكري"؛ مضيفاً: "لم يعد مقبولاً من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرّك لوضع حدٍ لهذه المأساة المروّعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة".
كما صرّح الأمير أنه على إسرائيل ألّا تضيّع فرصة تحقيق السلام مع الفلسطينيين بناءً على حلّ الدولتين وفق حدود ما قبل 1967، مضيفاً أن المنطقة لن تعرف الاستقرار والأمن على المدى البعيد من دون حل هذا الصراع الذي امتدّ تاريخه عبر عقود. وقال سموّه: "على إسرائيل ألّا تضيّع الفرصة المتمثّلة بمبادرة السلام العربية"، في إشارة إلى المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية في 2002 للسلام مع إسرائيل مقابل تأسيس دولة فلسطينية، وهي المبادرة التي تسعى قطر مؤخراً لإعادة إحيائها.
كما شدّد الأمير على أن "منطقتنا لن تعرف الاستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967".
ورأى سموّه أنّ ثورات الربيع العربي التي بدأت في 2011، وضعت إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية، حيث كان تضامن الأخيرة مع القضية الفلسطينية سابقاً مقيّدا بيد الحكومات التي احتكرت لنفسها حقّ إدارة الصراع مع إسرائيل. وقال: "إنّ ثورات الربيع العربي جعلت إسرائيل اليوم في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية وليس مع حكّامها فقط".
وإذ رأى الأمير أن صورة المشهد السياسي الإقليمي لن تكتمل من دون تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، فإنّه شدّد على أن هذا لا يجب أن يكون عائقاً أمام الإصلاحات الديمقراطية والتي يجب أن تستمرّ في العالم العربي، حيث أنّ ما كنّا نسمعه في الماضي على لسان الديكتاتوريات العربية بأنّ الإصلاح الداخلي يأتي فقط بعد حلّ الصراع العربي الإسرائيلي أصبح اليوم تفكيراً فاقداً للأساس بعد ثورات الربيع العربي، وأنّ هذه المقولات كانت محاولة من الأنظمة البوليسية والأمنية لتبرير وجودها، وأنّ الإصلاح يمكن إدراكه بالتزامن مع السعي إلى إيجاد تسوية سلمية. وقال: "لقد كنّا نسمع في الماضي بأنّ الإصلاح ليس أمامه إلا الانتظار حتّى تتحقّق التسوية السلمية للصراع مع إسرائيل، ولكن ينبغي أن يدرك الجميع بأنّ مثل هذا التفكير أصبح فاقداً للأساس بعد ثورات الربيع العربي".
كما رأى سموّ الأمير أن المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام هي أحد الأهداف الرئيسية للإصلاح الذي تنادي به الشعوب في العالم العربي، وأنّ التغيير والعملية الديمقراطية أكثر من مجرد إدلاء الأصوات في صناديق الاقتراع.
وصرّح: "يجب أن لا ننسى أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظلّ أنظمة الحكم التي تتميّز بالتسلّط والقمع والفساد، كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف وما تزال المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصادية".
كما أوضح أنّ "تحقيق هذا الهدف يقتضي البدء بتطوير المؤسسات الضامنة لسعة هذه المشاركة .... بهذا نكفل ممارسة الرأي والرأي الآخر ليتحقق التفاعل الإجتماعي القائم على الحوار بدلاً من العنف... ازدهار العملية الديمقراطية يعني أنها لن تكون مجرد ادلاء الأصوات في صناديق الاقتراع في فترات محددة".
وكان رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية قال فيها أنّ الربيع العربي وضع المنطقة على مسار تصحيح التمثيل السياسي وأوضاع حقوق الإنسان، واستعرض تاريخ المنتديات السابقة، وأثنى على الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الأمير حمد بن خليفة في عزمه على إطلاق منتدى الدوحة ودعم مسيرته حتى أصبح نجاحاً عالمياً.
وينعقد منتدى الدوحة، أحد أبرز المنتديات العالمية في الشؤون الدولية الراهنة، في فندق الريتز كارلتون في الدوحة، قطر، في الفترة 20-22 أيار/مايو الجاري.
وكما في كل عام، سيقوم مُنتدى الدوحة بتقديم نظرة شاملة للقضايا الساخنة المتعلقة بالديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة في الشرق الأوسط، وفي الدول العربية والعالم. وعلى نطاق أوسع، سيناقش هذا المُنتدى الدولي مسائل مصيرية سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وأمنية واستراتيجية وبشرية في منطقة تشهد بعضاً من أهم التغييرات في تاريخها المعاصر
ضيوف شرف هذا العام هم نخبة متميّزة من رؤساء الدول والحكومات الحاليين. كما يتضمّن المُنتدى لفيفاً من قادة الرأي العالمي البارزين والمفكرين السياسيين وصنّاع القرار وأعضاء البرلمان ورجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين والخبراء، فضلاً عن ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية، الذين سيُساهمون في النقاش الحرّ العلمي والمثير حول العديد من المواضيع المدرجة على جدول أعمال المنتدى، مع التركيز على ما بعد الربيع العربي وتحدّيات المستقبل والأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والتعاون الدولي، وبناء الديمقراطيّة، والاقتصاد العالمي والتنمية، وحقوق الإنسان، والإعلام الرقمي
ويعقد منتدى الدوحة في فندق الريتز كارلتون الدوحة في دولة قطر في الفترة من 20-22 مايو 2013م، يشارك فيه حوالي 600 شخصية يمثلون أكثر من 80 بلداً ومنظمة